+من هو ؟
سماه قومه بذلك الاسم اعجابا به ، وتحية لهمته العالية وشهامته ، نشأ ذو القرنين في امة مستعبدة ، احتلها واعتدت عليها دول مجاورة لها ، ولما ظهر ذو القرنين وراى ماعليه امته من ضعف واستعباد ، حزن حزنا شديدا وفكر ان يفعل شيئا من اجل تحرير بلاده مما عليه .
+الدعوة
بدأ ذو القرنين يدعو قومه للعمل على التخلص من ظلم الدول المجاورة ودعائهم الى التوحد والالتفاف حوله وتاييده ، ولكن القوم اعتادوا على قبول الظلم والذل ، وطلبوا منه الا يتكلم في هذا الموضوع حتى لا يعلم ملك العدو فيجهز جيشا قويا يهاجمهم به .
لم يياس ذو القرنين واصر ان يفعل شيئا مهما ، وقد وهب الله له ضفات عظيمة ، فقد كان ذو عقيدة صادقة ، وايمانا راسخا ، وحكمة ورايا سديدا ، وكان قوي البدن ، اعطاه الله صحة وقوة رائعة .
•+الرؤية العجيبة !
ذات ليلة راى ذو القرنين في منامه رؤيا عجيبة جعلته يتفاءل بها كثيرا ويفرح ، راى كانه صعد الى الشمس ، او كأن الشمس اقتربت منه حتى امسك قرينها بيديه ، صحا ذو القرنين من منامه وقص على اصحابه وهو منشرح الصدر مسرور .
جاء تفسير الرؤيا من اصحابه انه سيقوى ويصبح رجلا قويا له اتباع وجيش ، وسيملك الدنيا كلها ويمسك قرنيها المشرق والمغرب .
واصبح اسمه من يوم الرؤيا (( ذو القرنين ))
•+ذو القرنين والملك
زاد نفوذ ذو القرنين ، حتى اصبح زعيما للبلاد كلها والتف حوله الناس وعاهدوه على السمع والطاعة ومحاربة العدو ، حتى يرجع لهم حقهم .
وكانت بلاد ذو القرنين تدفع اموالا كل عام للملك المجاور ضريبة فرضها عليهم ، ولما حان موعد دفع هذه الاموال حضر رجال الملك ليجمعوا هذه الاموال من الناس ، فطردهم ذو القرنين وكتب للملك بان هذه الضرائب لن تدفع له بعد اليوم وانه ان شاء الله الحرب كان به !
•+الحرب والنصر
أعد ذو القرنين جيشا ضخما واستعد للحرب ، وسار بالجيش الى بلاد الملك الظالم ، فلما علم اهل هذه البلاد بقدوم دي القرنين ، القى الله في قلوبهم الرعب ، واسرعوا الى الملك يطلبون منه مصالحة العدو ، فغضب لذلك الملك ، وجمع الجيش واستعد للقتال .
التقى الجيشان ودار قتال شديد بينهما ، وكان الله مع المؤمنين الصابرين ، فنصرهم وهزم اعداءهم ، وسقط ملك العدو قتيلا في ميدان القتال ، وبذلك خلص ذو القرنين البلاد من ظلم الملك ، واصبح ملكا على البلاد كلها والبلاد المجاورة لها ، فنشر العدل والامن بين الناس .
•+ذو القرنين في مغرب الارض !
عزم ذو القرنين على ان يجول بجيشه القوي المنتصر في ارجاء الارض لكي يطهر شرقها وغربها بكلمة الله ، وقد اعطاه الله كل ما يجعله قويا ومنتصرا في الارض ، قال تعالى " انا مكنا له في الارض وءاتينه من كل شيء سببا " . وسار ذو القرنين بجيشه متجها نحو الغرب ، فوجد فيه قوما كافرين لا يعبدون الله ، فنصره الله عليهم ، واستطاع السيطرة عليهم ، فنصحهم واصلح شان هذه البلاد ، وعمرها ، وبنى فيها ، مساجد واستطاع ان يجعل من هؤلاء القوم مؤمنين يدينون بالله عزوجل .
•+ذو القرنين في الشرق
سار ذو القرنين نحو الشرق ، بعدما اطمان على حال الغرب ، كان معه جيشه ، ورجاله من المهندسين والاطباء ، واخذ يدعو كل قوم يلقاهم في طريقه لعبادة الله وحده ، فان امنوا كرمهم وجعلهم اعزة ، وان كفروا عذبهم عذابا شديدا .
•+ياجوج وماجوج
وصل ذو القرنين الى الى بلاد نهايتها المحيط فعاد يمشي بجيشه في سهول الصين الواسعة ، فوجد فيها اودية خصبة وهضابا وعرة . يصعب السير فيها ، وظل يمشي حتى وصل الى فتحة واسعة عريضة بين جبلين عاليين ، ووجد وراء الجبلين امة وقبيلة صالحة من الناس ، لها دين وايمان ويعبدون الله ولكنهم معزولون عن الناس ، وكانت هذه الفتحة الواسعة بين الجبلين هي سبب تعبهم ومشقتهم ، وخوفهم على اولادهم وانفسهم ، لان من هذه الفتحة الواسعة تاتي قبيلتان متوحشتان ، كانوا ياكلون كل شيء ويعتدون على الامة الصالحة التي تعبد الله ، فيهلكون زرعها وثمرها ، ويقتلون النساء والرجال والاطفال بوحشية لا رحمة ولا دين عندهم ، هم يا جوج وماجوج .
ولما رات القبيلة المؤمنة جيش ذو القرنين ياتي بلادها ، وسمعت عن عدله وصلاحه فرحت به ، وذهب وفد من شيوخها ، واعلنوا عنده ايمانهم بالله ، واشتكوا من ياجوج وماجوج ، وذكروا لذي القرنين امرا خطيرا حيث قيل له ان ياجوج وماجوج لديهم الكثير من الاولاد ويتكاثرون بسرعة هائلة ، وانهم سيملئون الارض باولادهم عن قريب ، وينشرون الفساد والكفر بين الناس ، فطلبوا منه ان يقيم سدا منيعا بين الجبلين ، يسد الفتحة التي يدخل منها ياجوج وماجوج ، وعرضوا على ذي القرنين ان يعطوه اجرا لهذا العمل.
فاجابهم بانه لا يبحث عن المال وانما ينشر الايمان وعبادة الله وحده ، وانه ما يريده هو ان يعينوه على بناء هذا السد الذي يريدون بناءه . امر ذو القرنين القوم ان يجمعوا قطع الحديد ، وامر المهندسين فقاسوا المسافة بين الجبلين وارتفاعها ، وامر العمال فحفروا اساسا في الارض ، ووضع قطعا من الحديد بين الجبلين ، وجعل بين كل طبقة من الحديد واخرى كمية من الفحم ، ومازال يرفع الحديد العريض حتى سد بين الجبلين ، وظل العمال ينفخون في الفحم حتى تحولت قطع الحديد الى نار سائلة ، وصب النحاس على الحديد المنصهر مملا الشقوق ، وتحول السد الى سد ضخم عال لا يستطيع ياجوج وماجوج النفاذ منه .
راى ذو القرنين هذا السد فحمد الله وشكره ، وقال " هذا من رحمة من ربي "
وفرجت الامة الصالحة ، وعاشت في امان كامل وتفرغت للعبادة وعمل الخير ، فكان ذو القرنين لهذه القبيلة رحمة من الله للمؤمنين .