عدد الرسائل : 709 الدولة : مصر السٌّمعَة : 0 نقاط : 81 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
موضوع: الأخوة فى الله الجمعة 09 مايو 2008, 5:29 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوة الإسلام¤-------------------------------------------------------------------------------- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .
الشرح الأخوة الإسلامية شجرة وارفة الظلال يستظل بفيئها من أراد السعادة ، إنها شجرة تؤتي أكلها كل حين ، شهيّة ثمارها ، طيّبة ريحها ، تأوي إليها النفوس الظمأى ، لترتوي منها معاني الود والمحبة ، والألفة والرحمة .
إنها ليست مجرد علاقة شخصية ، ولكنها رابطة متينة ، قائمة على أساس من التقوى وحسن الخلق ، والتعامل بأرقى صوره ، وهي في الوقت ذاته معلم بارز ، ودليل واضح على تلاحم لبنات المجتمع ووحدة صفوفه ، وحسبك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ربط الأخوة بالإيمان ، وجعل رعايتها من دلائل قوته وكماله ، ولا عجب حينئذٍ أن يأتي الإسلام بالتدابير الكافية التي تحول دون تزعزع أركان هذه الأخوّة .
وفي ضوء ذلك ، جاء هذا الحديث العظيم لينهى المؤمنين عن جملة من الأخلاق الذميمة ، والتي من شأنها أن تعكر صفو الأخوة الإسلاميّة ، وتزرع الشحناء والبغضاء في نفوس أهلها ، وتثير الحسد والتدابر ، والغش والخداع ، وأخلاقاً سيئة أخرى جاء ذكرها في الحديث .
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد ، ولا عجب في ذلك ! ، فإنه أول معصية وقعت على الأرض ، وهو الداء العضال الذي تسلل إلينا من الأمم الغابرة ، فأثمر ثماره النتنة في القلوب ، وأي حقد أعظم من تمني زوال النعمة عن الآخرين ؟ ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( دب إليكم داء الأمم : الحسد والبغضاء ، ألا إنها هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ) رواه الترمذي .
وعلاوة على ذلك ، فإن الحسد في حقيقته تسخّط على قضاء الله وقدره ، واعتراضٌ على تدبير الله وقسمته للأرزاق والأقوات ، وهذه جناية عظيمة في حق الباري تبارك وتعالى ، وقد قال بعضهم : ألا قل لمن ظل لي حاسـد أتدري على من أسأت الأدب
ومما جاء النهي عنه في الحديث النجش، وأصل النجش : استخدام المكر والحيلة ، والسعي بالخديعة لنيل المقصود والمراد ، ولا شك أن هذا لون من ألوان الغش المحرم في الشرع ، والمذموم في الطبع ، إذ هو مناف لنقاء السريرة التي هي عنوان المسلم الصادق ، وزد على ذلك أن في التعامل بها كسرٌ لحاجز الثقة بين المؤمنين .
والنجش لفظة عامة ، تشمل كل صور المخادعة والتحايل ، لكن أشهر صورها النجش في البيع ، ويكون ذلك إذا أراد شخص أن يعرض سلعة في السوق رغبةً في بيعها ، فيتفق مع أشخاص آخرين ، بحيث يُظهرون للمشتري رغبتهم في شراء هذه السلعة من البائع بسعر أكبر ، مما يضطر المشتري إلى أن يزيد في سعر السلعة ، فهذا وإن كان فيه منفعة للبائع فهو إضرار بالمشتري وخداع له .
ومن الآفات التي جاء ذمها في الحديث ، البغضاء بين المؤمنين ، والتدابر والتهاجر ، والاحتقار ونظرات الكبر ، وغيرها من الأخلاق المولّدة للشحناء ، والمسبّبة للتنافر .
والإسلام إذ ينهى عن مثل هذه المسالك المذمومة ؛ فإنه يهدف إلى رعاية الإخاء الإسلامي ، وإشاعة معاني الألفة والمحبة ؛ حتى يسلم أفراد المجتمع من عوامل التفكك وأسباب التمزق ، فتقوى شوكتهم ، ويصبحوا يدا واحدة على أعدائهم ؛ فالمؤمن ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه ، ومن هنا جاء التوجيه في محكم التنزيل بالاعتصام بحبل الله ، والوحدة على منهجه ، ونبذ كل مظاهر الفرقة والاختلاف ، يقول الله عزوجل في كتابه : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } ( آل عمران : 103 ) ولن تبلغ هذه الوحدة مداها حتى يرعى المسلم حقوق إخوانه المسلمين ، ويؤدي ما أوجبه الله عليه تجاههم ، ولتحقيق ذلك لابد من مراعاة جملة من الأمور ، فمن ذلك : العدل معهم ، والمسارعة في نصرتهم ونجدتهم بالحقّ في مواطن الحاجة ، كما قال الله عزوجل في كتابه : { وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر } ( الأنفال : 72 ) ، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالماً ، كيف أنصره ؟ ، قال : تمنعه من الظلم ؛ فإن ذلك نصره ) .
ثم توّج النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بالتذكير بحرمة المؤمن فقال ( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) فالمسلم مأمور بالحفاظ على حرمات المسلمين ، وصيانة أعراضهم وأموالهم وأعراضهم ، فلا يحل له أن يصيب من ذلك شيئا بغير حق ، وحسبك أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أشرف البقاع وأشرف الأيام ، وتحيّن موقف الحاجة إلى الموعظة ، لينبّه الناس إلى ذلك الأمر العظيم ، لقد خطب الناس يوم النحر فقال : ( يا أيها الناس ، أي يوم هذا ؟ ) ، قالوا : يوم حرام ، قال : ( فأي بلد هذا ؟ ) ، قالوا : بلد حرام ، قال : ( فأي شهر هذا ؟ ) ، قالوا : شهر حرام ، قال : ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ) .
فإذا رعى المسلمون تلك المباديء التي أصلها هذا الحديث ، وصارت أخوّتهم واقعا ملموسا ، فسوف نشهد أيّاما من العزة والرفعة لهذه الأمة ، وسوف يصبح التمكين لها قاب قوسين أو أدنى ، بإذن الله تعالى
امير الورد Admin
عدد الرسائل : 642 العمر : 34 الدولة : الاردن الدولة : إحترام القوانين : السٌّمعَة : 3 نقاط : 19 تاريخ التسجيل : 09/04/2008
موضوع: رد: الأخوة فى الله الجمعة 09 مايو 2008, 8:18 pm
فإذا رعى المسلمون تلك المباديء التي أصلها هذا الحديث ، وصارت أخوّتهم واقعا ملموسا ، فسوف نشهد أيّاما من العزة والرفعة لهذه الأمة ، وسوف يصبح التمكين لها قاب قوسين أو أدنى ، بإذن الله تعالى
مشاركة رائعة فطومة وموضوع مهم للغاية واتمنى التوفيق لكي وللجميع تقبلي مروري
همسات عضو جديد
عدد الرسائل : 82 العمر : 41 الدولة : فلسطين الحزينة الدولة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 12/05/2008
موضوع: رد: الأخوة فى الله الثلاثاء 13 مايو 2008, 8:10 am
مشكوورة اختي الغاليه فاطمه علي هذه المشاركه الطيبه وبارك الله فيك ويعطيك الف عافيه
فاطمة عضو فعال
عدد الرسائل : 709 الدولة : مصر السٌّمعَة : 0 نقاط : 81 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
موضوع: رد: الأخوة فى الله الثلاثاء 13 مايو 2008, 3:57 pm
عدد الرسائل : 709 الدولة : مصر السٌّمعَة : 0 نقاط : 81 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
موضوع: رد: الأخوة فى الله الثلاثاء 13 مايو 2008, 3:58 pm
غاليتى / همسات لكِ منى كل الشكر لمرورك وتواصلك الرائع دمتِ لى بكل الحب
nonos Admin
عدد الرسائل : 141 الدولة : أم الدنيا إحترام القوانين : السٌّمعَة : 0 نقاط : -6 تاريخ التسجيل : 29/04/2008
موضوع: رد: الأخوة فى الله الجمعة 23 مايو 2008, 12:45 pm
جزاك الله كل الخير اختى الغالية وجعله الله بميزان حسناتك
فاطمة عضو فعال
عدد الرسائل : 709 الدولة : مصر السٌّمعَة : 0 نقاط : 81 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
موضوع: رد: الأخوة فى الله الخميس 29 مايو 2008, 9:28 pm
جزاكِ الله حبيبتى كل الخير لطلتك الكريمة متصفحى المتواضع لا تحرمينا هذه الطلة دمتِ بكل الحب
جدار الزمان عضو جديد
عدد الرسائل : 56 الدولة : ام الدنيا السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 18/05/2008
موضوع: رد: الأخوة فى الله الخميس 29 مايو 2008, 9:38 pm
بالطبع الاخت فاطمه جزاها الله كل خير
هى الوحيده التى تستطيع تفسير وتقديم كل ماهو جديد
فى تفسير وشرح وافى للقرأن الكريم حتى الاحاديث
الشريفه فهى حقا الله اكرمها بالقرأن الكريم وكانت
هى خير من يعلمه للناس
شكرا لكى عزيزتى فاطمه
فاطمة عضو فعال
عدد الرسائل : 709 الدولة : مصر السٌّمعَة : 0 نقاط : 81 تاريخ التسجيل : 08/05/2008
موضوع: رد: الأخوة فى الله الجمعة 30 مايو 2008, 6:33 pm
اخى / جدارالزمان
الشكر اولا واخيرا لك ولطلتك الغالية فأنت قلم رائع ومبدع ايضا وكلماتك تحمل كل رقى سلمت اخى وسلم مرورك الغالى ونحن جميعا حملة كلمة (فى سبيل الله وحب الله ) دمت بكل الود والاحترام